الخميس، 8 أبريل 2010

على شرفةِ الموتِ والإحتضارْ





هُناكَ وَقَفتُ
بِأَرضِ السُّكُونِ وموتِ الشُّجونْ..

حيثُ أغصانُ قَلبِِي كسَاها الترابُ, وقَدْ وشَّحَتهَا الرِّياحُ يُبُوسَاً
ونالتْ من الشَّمْسِ لوْنَ الصَّفارْ

وقَفتُ أُغنِّي بصَوتٍ بليدٍ, وروحيَ َ قد نالَ منهَا السرابُ
وكُلُّ الأمَاني َ نحوَ انْدِثارْ

وحينَ رضيتُ بحُزنِي نشيداً, وقلبيَ في لحَظةِ الإنْسِحابِ
على شرفةِ الموتِ والإحتضارْ


بأبهى جمالٍ كما اليَاسَمِين
أتاني الربيعُ بنَزفِ الحَنينْ
وفي عَينهِ ذكرياتُ سِنينٍ
طَوَتْها المَنايَا معَ الغَابِرِين
أتاني يصُفُّ الورودَ جُموعاً
فتِلكَ شمالاً وتلكَ اليَمِينْ
نظرتُ ذُهـــولاً وفي شَفَتيَّ
تَــرَدَّدَ ألــف ســؤالٍ سَــخِينْ
فنَادَتْ بصَوْتِ الأمانيَ زَهرهْ
لِتَهْمـسَ فــي أُذُنــيَّ بِــلينْ
ألاَ تَلْحظِينَ بِِذا الروْضِ عرشاً
على حاَفَتيْهِ رُبَى العَاشِقِينْ


ألا تَلْمحِينَ جَمَالاً تَبَدَّى, ووَرداً تباهَى , ولونا ً جَمِيلْ .
وغُصناً تمَايلَ يَرْقُصُ ًطربا ً على لحنِ عُصْفُورِ ذاكَ الحَنينْ..

ألا تُبصِرينَ صفاءاً وحُسْناً
ونوراً مُشِعَّاً يمدُّ يدَيْهِ اليكِ َ طَمعاً بعوْدِ الشُجُونِ ووَصْلٍ مَتينْ..

وَراحَت تُدَافِعُني بِاشْتياقٍ
لأُرجِعَ قصَّةَ تلكَ السِّنينْ
تُناشدُنِي أَنْ أَعُودَ مُليْكةْ
لأحْكُمَ في الحُبِّ كالمَالِكِينْ
نَأَيْتُ بقَلبِي بعِيداً بعِيداً
بَكيْتُ كطِفلٍ حَزينٍ حَزينْ
نَظرْتُ لهَا بلَّلَتْها الدُموعُ
ومِلءُ شِفَاها أَنِينُ الأنِينْ
فقُلتُ أيَازهْرةً فَتَنَتْنِي
ومالَتْ لقَلبيَ ميلُ السَكِينْ
ألا تدركينَ بِأنِّي أخَذْتُ
لِروحيَ عَهْداً بِقَطعِ الوَتينْ
فحبِّيَ قصةْ حَدَتْها المَنُونُ
رَضَتْ بِالنِّهايةِ موْتُ الحَنِينْ

ألا تُدْركِينَ بأَنِّي رغِبْتُ عنِ الحُبِّ صَيفاً
شِتاءاً رَبِيعَاً صَباحَاً مَسَاءاً وفي كُلِّ حيِنْ.؟؟

أَلاَ تدْركينَ إذَا النَّفْسُ طَابَتْ إذا الرُّوحُ عَافَتْ
رُكوبُ الأمَانِي وخَوْضُ السَّفِينْ..؟؟

فشَاحتْ وشَاحَ الرَّبيعُ بصَمْتٍ
وفي وجْهِهِ قَسَمَاتُ الحَزِينْ
ورَاحَ يلَـمْلِمُ كُـلَّ الــورُودِ
وشَـوْقـاً تَكـَلَّلَ بـِاليَـاسَمِـينْ
لِيَرحَلَ عنِّي بنََزفِ الوجُوعِ
وفي جَوْفهِ غَصَّةٌ من أنِينْ

فَغابَ بعِيداً كشمْسِ المَغِيبِ
وغَابَ بإثْرِهِ صَوْتُ الغَرِيدْ..!

وبَعْد الرَّحِيلِ بِرُوحِ القَنَاعَةْ !!
تَنَاسَيْتُ بَهْجَةَ ذاكَ الرَّبِيع
وعُدتُ لفَصْلِ الخَرِيفِ أُغَنِّي
نَشِيداً بِصَوْتٍ بَلِيدٍ بَلِيدْ..

وأَغْصَانُ قَلبِيَ في احتِضَارٍ
تُنَادِي وتَطْلُبُ هَل من مَزِيدْ..؟؟


وَجْدْ

الأربعاء..

9/3/1431

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق